المشاركات الشائعة

الخميس، 28 أبريل 2011

في سطــــــــــــــور....


 


كان يطرح قضايا العرب ويدافع عنهم كأقلية ضمن المجتمع الإسرائيلي , وهو الذي رفع شعاراً يقول:
((مع الشعوب العربية ضد الاستعمار)) فاختلط العرب مع اليهود تحت حلم أممي يطمح للتعايش والتغيير , حيث لم يكن لكلمة الشيوعية معنى أيديولوجي بل كان لها معنى نضالي ووطني فبدأ يكتب الشعر والمقالات  في جرائد الحزب مثل "الاتحاد" و"الجديد" التي أصبح فيما بعد مشرفاً على تحريرها, وذاع صيته في المجتمع العربي في فلسطين بوصفه شاعراً للمقاومة لدرجة أنه كان قادراً بقصائده على أرباك حملة السلاح الصهاينة, فحينئذ كانت الشرطة الإسرائيلية تحاصر أي قرية تقيم أمسية شعرية لمحمود درويش, وبعد سلسلة من المحاصرات اضطر الحاكم العسكري إلى تحديد إقامته في الحي الذي يعيش فيه ظاناً أنه سيكتم صوت الشاعر عبر منعه من إقامة أمسياته.




ولم يسلم من مضايقة الاحتلال حيث اعتقل أكثر من مرة بتهم تتعلق بأقواله ونشاطاته السياسية وذلك حتى عام 1970 حيث توجه إلى الإتحاد السوفيتي للدراسة, وكانت موسكو أول لقاء له بالعالم الخارجي , لكن اصطدامه بمشاكل الروس جعلت فكرة "فردوس الفقراء" التي هي موسكو تتبخر من ذهنه وتتضاءل , لم يجدها أبداً جنة الفقراء كما قرأ عنها حيث كان هناك تناقض كبير بين ما يقوله الإعلام السوفياتي عن موسكو والواقع الذي يعيش فيه الناس وهو مملوء بالحرمان والفقر والخوف وهذا ما حوّل مدينة موسكو من مثال إلى مدينة عادية فانتقل عام 1971 إلى القاهرة التي اعتبر دخوله إليها من أهم الأحداث في حياته الشخصية حيث ترسخ قرار خروجه من فلسطين وعدم العودة إليها ولم يكن هذاالقرار سهلاً ,وفي القاهرة عُيّن في نادي كتاب "الأهرام" حيث التقى بتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس كما توطدت علاقته بكوكبة من الشعراء المصريين منهم: صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وأمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي , بعد القاهرة غادر محمود درويش إلى بيروت بعد أن التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة للمنظمة, قبل أن يقدم استقالته من اللجنة التنفيذية للمنظمة احتجاجاً على اتفاق أوسلوالذي لم يكن - على حد قوله - عادلاً لأنه لا يوفر الحد الأدنى من إحساس الفلسطيني بامتلاك هويته الفلسطينية.





وقف طويلاً أمام خيار العودة , شعر أن من واجبه الوطني والأخلاقي ألا يبقى في المنفى , فاختار أن يعود ,فعاد إلى رام الله وأصبح يتنقل بين مدينتي رام الله وعمان التي أحبها لقربها من فلسطين لطيبة شعبها وجوها الهادئ حيث كان يهرب إليها من مشاغل الحياة الوطنية واليومية التي تسرق منه وقت الكتابة ليستفيد من عزلته فيها .
 


- تزوج محمود درويش مرتين, الأولى في واشنطن عام 1977  من الكاتبة "رنا قباني" - ابنة الدكتور صباح قباني شقيق الشاعر السوري الكبير نزار قباني – ولم يدم زواجهما أكثر من أربعة أعوام , وفي منتصف الثمانينات تزوج من المترجمة المصرية "حياة الهيني" وبعد عام واحد انفصلا بسلام ولم يتزوج مرة ثالثة , وقد اعترف بفشله في الحب والزواج معللاً ذلك بانتمائه إلى برج "الحوت" وعن هذا الموضوع يقول:
محمود درويش: ((أحب أن أقع في الحب وحين ينتهي أدرك أنه لم يكن حباً .. الحب لا بد أن يعاش لا أن يتذكر, إنني مدمن على الوحدة, الشعر محور حياتي ما يساعد شعري أفعله وما يضره أتجنبه)).

...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق