الكاتب : سري القدوة/ رئيس تحرير جريدة الصباح-فلسطين
على هذه الأرض ما يستحق الحياة .. هو أنت محمود درويش!!
سيدي .. يا سيد الشعر والشعراء سيدي محمود درويش
كم هو مؤلم أن نكتب لفلسطين من خارج فلسطين فأنت عكست المعادلة وتألق صوتك في قاعات بيرزيت والكرمل لأنك عشقت اللون الأخضر.. عشقت رائحة البرتقال الزهري .. عشقت الوطن حكاية عشق وحلم جميل .. ما أصعب أن نتألم سيدي على فراق نصف الجسد .. ما أصعب سيدي أن يسحق العلم الفلسطيني وأن تمزق صور شهدائنا هل تذكرهم سيدي .. هل تذكر ياسر عرفات هل تذكر صلاح خلف هل تذكر أبو جهاد حقا تعرفهم جيدا .. ما أصعب أن نسحق أنفسنا في حذاء الحقد الأسود.. وما أصعب أن نكون عبيدا للغرباء .. وما أصعب أن نقتل بعضنا بعضا .. ما أصعب أن نعيش في حكومتين ورئيسين ومجلسين للحكومة .. ما أصعب أن لا نتنفس هواء غزة .. وما أصعب أن نحلم في الضفة الغربية .. ما أصعب أن نمزق أنفسنا بين العواصم العربية .. وما أصعب أن نرهن أنفسنا لاحتواء البعض .. وما أصعب أن تكون الخيانة مجرد وجهة نظر ... ما أصعب أن تعيش في زنزانة يكون سجانك فلسطيني .. وما أصعب أن تسحق في غرف التحقيق من جلاد فلسطيني .. وما أصعب ان نتاجر بمقاومتنا .. وان نبيع سلاحنا بثمن بخس في سوق المزايدات السياسية.. وما أصعب أن نفقد البوصلة تجاه الوطن ونتوه في متاهات الردة .. وما أصعب أن نتجرع أيام الغربة وان نفقد الأمل وأن نعيش حلكة الغربة وأن نكتب للوطن عن الوطن .. ما أصعبنا وما أقسانا وما أوسخنا وما أروعك محمود وأنت تتألق فينا لتبعث رائحة الشوق من جديد .. ما أحوجنا إليك يا محمود لتكون الموحد فينا لنقرأ آياتك شعرا وحبا ووفاء لتكبر وتتألق من جديد ..
هو أنت الفلسطيني الأول سيدي هو أنت الذي حلمت بك قبل صلاة الفجر وكنت حلما جميلا .. كنت أنت محمود أنت حبيب عمري وحياتي والمتبقي للأبد وحتى الأبد ...
هو أنت محمود الذي تربعت على عرش شعرك وصغت تكوين الإمارة .. هو أنت الذي أحببناك وطنا ومقاومة وسلاحا ورصاصا وورده.. هو أنت الذي رحلت قبل الأوان وتركتنا وحدنا نلهث في سراب البحر ونفترش رصيف الغربة قسوة وحكاية لم ولن تنتهي .. هو أنت الذي تمردت على صنعاء واحتضنتك عاصمة الصحراء .. هو أنت سيد التكوين والكون والشعر بدونك يرفض أن يرى النور .. هو أنت لك لونك ورائحتك وعطرك وشذاك .. هو أنت الدفء في الصيف ولحظات الرومانسية والتجلي الروحي .. يا سيد روحنا يا حبيبنا يا من كنت صورتنا ورسالتنا وشعرنا .. يا من كنت الفلسطيني الذي رفض الركوع والخنوع والذل والإهانة .. يا من علمتنا أن نتمرد على فشلنا وهزائمنا .. إليك منا الحب في يومك .. يوم رحيلك .. يوم ان تألقت علينا وعلمتنا كيف يكون الموت هادئا له روعته وهيبته وصمته .. إليك منا الوفاء والبقاء والعهد .. إليك منا فلسطينيتنا ستبقى عربية أصيلة كما هو أنت سيدي .. إليك عهدنا يا ملهم كلماتنا .. ويا صانع حلمنا .. يا أيها الفلسطيني الأول لك كل الحب والقبلات .. لك كل الشوق والدفء والآهات.. لك يا سيدنا عهدنا أن نكون صوتا حرا ورسولا..
يتبـــــــع.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق